Abstract:
يبين البحث أهمية فروض الكفاية ودور الأمة في تحقيقها وعلاقة تلك الفروض بتعاضد مقاصد الشريعة الإسلامية. وإشكالية البحث الوقوف على ماهية تلك الفروض في الكتب الأصولية وعلاقتها بعدوم المكلفين ومتى تتحول إلى فرض عين. وعلاقة دور الأمة المسلمة أمة الوسطية بتلك الفروض، وأن الخبرة التي نص عليها الله في كتابه المجيد: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، التي أرادها الله تعالى في أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، أن تكون شاهدة على الناس في الدنيا بإظهارها وتقديمها ونقلها وفي الآخرة بشهادتها عليهم. فارتباطها بفروض الكفاية وما علاقة هذا الدور بتعاضد مقاصد الشريعة الإسلامية. ومنهج البحث هو المنهج الاستقرائي التحليلي حيث استقراء النصوص البينة لفهم دور الأمة وعلاقتها بفروض الكفاية وتفعيل مقاصد الشريعة تحقيقًا للمصالح العامة للأمة. هذا وقد توصلت الورقة إلى نتائج أبرزها: أولا: أن فروض الكفاية لا تقف عند الفروض الشرعية المنصوص عليها في المصادر والمراجع الفقهية كصلاة الجنازة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها، بل تتسع لتشمل كافة المبادين العلمية والعملية التي تحتاج إليها الأمة. ثانيًا: أن مفهوم الأمة كان معروفًا قبل الإسلام لكن الإسلام جاء على نطاق المشترك أو القبلي أو لما وحد الإسلام العرب تحت رايته تكون أمة ذات خصائص مميزة تجمع بين عوامل الوحدة وصفات التميز البيئي والتي حتى اعتبر منهم العرب الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي من الأمة التي ما على المسلمين وعليهم ما عليهم في إطار حقوق وواجبات المواطنة. ثالثًا: أن واجبات الأمة في ضوء مقاصد الشريعة تحتاج إلى دراسة تأسيسية مستوعبة لأحكام الشريعة المتعلقة بدور الأمة في تطبيق فروض الكفاية لتحقيق الخيرية والوسطية. رابعًا: لا يجوز الامتناع بالفروض الكفائي على حساب فرض العين لأن فرض العين أهم وإن كان فرض الكفاية أعم.