Abstract:
علم الجرح والتعديل هو علم يبحث في أحوال الرواة من حيث قبول رواياتهم أو ردها بألفاظ مخصوصة و في مراتب تلك الألفاظ. وهو أحد فروع علم الحديث التي وضعها العلماء لمعرفة المقبول والمردود. وتكمن إشكالية البحث في عدم معرفة كثير من الباحثين والدارسين للحافظ ابن بشكوال، وكذلك إغفال أقواله في الرواة جرحا وتعديلا، مع أهميتها خاصة فيما يتعلق بأهل بلده والمعاصرين له. وفي سبيل معالجة هذه الإشكالية كان على الباحث الإجابة عن التساؤلات الآتية: من الحافظ ابن بشكوال؟ وما منهجه في كتابه الصلة؟ وما رتبة الرواة الذين تكلم فيهم من حيث الجرح والتعديل؟ وما عدد الرواة الذين تكلم فيهم، وما قيمة أقواله فيهم مقارنة بأقوال أئمة الجرح والتعديل؟ وتهدف هذه الدراسة إلى التعريف بالحافظ ابن بشكوال، وبيان منهجه في كتابه الصلة، و جمع الرواة الذين تكلم فيهم جرحا وتعديلا، وبيان عددهم، ومراتبهم من خلال مقارنة أقواله بأقوال أئمة الجرح والتعديل. و اعتمدت المنهج الاستقرائي في جمع المادة العلمية لموضوع الدراسة، ثم اعتمدت المنهج الوصفي في عرض منهج الحافظ ابن بشكوال في جرح الرجال وتعديلهم. وقد أظهر البحثأن الحافظ ابن بشكوال من الأئمة الأفذاذ الذين كانوا يتمتعون بدراية واسعة، وإحاطة تامة بأحوال الرواة، ومختلف أخبارهم منذ الولادة حت الوفاة، وما بينهما من تفاصيلأحوالهم، مما يدل دلالة دلالة قوية على رسوخ قدمه في مجال الجرح والتعديل، وأن أحكامه على الرواة مبنية على دراسة متينة. كما أنه يعد من طبقة النقاد المعتدل ين في الحكم على الرجال. وقد تكلم ابن بشكوال في كتابه عن مائة وسبعة وستين راويا )167(، عدد المعدلين منهم مائة وواحد وخمسين راويا ) 151(، وعدد المجروحين ستة عشر راويا )6 1(. وقد أسهمت هذه الدراسة في مجال العلم والمعرفة حيث قدمت تصورا عن الحركة العلمية الحديثية في بلاد الأندلس خاصة فيما يتعلق بعلم الجرح والتعديل. و أخيرا، يدعو الباحث إلى اهتمام الباحثين والدارسين بالدراسات الحديثية عموما، وعلم الجرح والتعديل على جهة الخصوص لما في دراسته من الفوائد التي يمكن الاستفادة منها في واقعنا المعاصر.