Abstract:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" ( ).
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" ( ).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" ( ). أما بعد:
فعلم السيرة النبوية من أشرف العلوم منزلة، وأعلاها قدرًا؛ إذ به يتحقق الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصديقه فيما جاء به، واتباعه فيما أمر ونهى، والاقتداء به في كل في تصرفاته.
فالسيرة النبوية هي تصوير لحياته صلى الله عليه وسلم منذ ولادته ونشأته، مرورا ببعثته، ومعجزاته، وموقف قومه من دعوته، وموقفه منهم، وأساليبه صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله تعالى، ومنهجه في تربية أصحابه، وهجرته صلى الله عليه وسلم، وجهاده، وأخبار أصحابه الذين شاركوه هذا الجهاد، وأخبار غزواته ومعاركه، وانتهاء بوفاته صلى الله عليه وسلم.
وبعلم السيرة – أيضا- أيضا يتحقق الفهم الصحيح الواعي للقرآن الكريم، وتذوق روحه ومقاصده؛ فتتكون عند المسلم صورة صادقة لمراد الشارع الحكيم.
وبدراسة علم السيرة؛ يستطيع المسلم أن يفهم تاريخه الإسلامي؛ حيث إن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي المدخل لدراسة تاريخ الإسلام، وبقدر ما يحيط الدارس علمًا بهذه السيرة، ويفهم أسرارها وأخبارها بقدر ما يستطيع أن يفهم التاريخ الإسلامي في جميع مراحله في كل زمان ومكان.
وانطلاقا من هذه المكانة العظيمة لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإني أقدم هذا الكتاب - الذي يتناول المرحلة المكية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم - إلى القارئ الكريم، سائلا المولى سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الشريف عامة وطلاب جامعة السلطان عبد الحليم معظم شاه الإسلامية العالمية خاصة.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء الصراط.