Abstract:
لماكان ديننا الحنيف حكمة وفقهاً؛ فإن من الحكمة أن ينظر المسلمون إلى مستقبلهم وما تؤول إليه أفعالهم وتصرفاتهم -بعد الاستفادة من تجارب الماضى وخبرات الحاضر– باستشرافه ومنازعته والاستعداد له بما يحتاجه من علوم وفنون تضمن لهم اجتماعا بشرياً راقياً، فالرجل من يكون منازعاً للقدر، لا من يكون مستسلماً مع القدر كما قال العارف بالله عبد القادر الكيلانى! من هنا كان اهتمامنا بالمآلات وقواعدها الأصولية وتطبيقاتها المالية المعاصرة. أما هدف الدراسة،فهو توظيف معارفنا الإسلامية الأصولية والمقاصدية والفقهية والفكرية فى تكييف فقهي لأبرز المعاملات المعاصرة. لذا فإن إشكالية البحث هى: ما دور قواعد المآلات في النظرة الفقهية للمعاملات المعاصرة. منهج البحث فهو المنهج الاستقرائي التحليلي الاستنباطي؛ وذلك باستقراء النصوص الشرعية المؤسسة لاعتبار المآلات ثم تحليل تلك النصوص لاستنباط الأحكام المناسبة للمعاملات المالية المعاصرة. وأبرز النتائج: أولاَ: أن الإسلام هيأ الإنسان للنظر في المآلات وحرره من معوقات الخرافة والتشاؤم والتطاير والتنجيم وعليه ألا يستسلم ويخضع، بل يواجه ويجاهد بالحق وللحق. ثانياً: أن قواعد المآلات تهدف إلى النظر في الأحكام الشرعية المتعلقة بالغد الصادق وما يمكن وقوعه من أفعال المكلفين المبنية على عبر الماضى وتفهم الواقع واستشراف القادم حسب الطاقة الممكنة. ثالثا: أن القرآن الكريم اهتم بالسنن الكونية والاجتماعية باعتبارها إرهاصات للمآلات ومعنيات على تصورها، كما اهتم بالزمن بكل أجزائه الماضى والحاضر والمستقبل كى يكون المسلم على بنية من أمره فى حركته، وسكنته، وأسبابه، ونتائجه.