Abstract:
يأتي هذا البحث " الرواة الذين تكلم فيهم الترمذي في سننه "جمعا و دراسة لكشف الإشكال عن رتبة الرواة الذين تكلم فيهم الترمذي، من حيث العدالة والضبط، وهل وافقه العلماء على ذلك أم لا؟ وفي سبيل معالجة هذه الإشكالية ترى الباحثة الإجابة عن التساؤلات التالية : كم عدد الرواة الذين تكلم فيهم الترمذي في سننه؟ ما المنهج الذي سار عليه الترمذي في سننه؟ ما رتبة الرواة الذين تكلم فيهم الترمذي من حيث العدالة والضبط؟ وتهدف هذه الدراسة إلى بيان عدد الرواة الذين تكلم عنهم الترمذي في سننه، وبيان منهجه في الجرح والتعديل، وبيان قيمة وأهمية هذه الأقوال في الرجال جرحا وتعديلا، ومقارنتها بأقوال أئمة الجرح والتعديل. وقد سلكت الباحثة في إعداد هذا البحث المنهج الاستقرائي وذلك في تتبع أقوال الحافظ الترمذي في الراوي محل الدراسة، وكذلك أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه. والمنهج التحليلي الاستنباطي في تحليل تلك النصوص ودراستها دراسة مقارنة، واستخراج الحكم الصحيح الذي يعبر عن حال الراوي تعبيرا دقيقا، وفق قواعد ومعايير هذا العلم. وقد أسهمت الدراسة في مجال العلم والمعرفة حيث كانت الحاجة ماسة إليها، فقد أماطت اللثام عن حياة علم من أعلام السنة النبوية وهو الإمام الترمذي، كما أنها قدمت تصورا عن منهجه في الجرح والتعديل، من خلال كتابه السنن، وكذلك بينت قيمة أقواله في الرجال جرحا وتعديلا، كما أنها تقدم للمجتمع صورة عن منهج المحدثين وتحريهم وتثبتهم في قبول الأخبار، وفي الحكم على الآخرين. ولقد خلصت الباحثة إلى كثير من النتائج من أهمها: أن عدد الرواة الذين تكلم عليهم الترمذي في الجزء محل الدراسة بلغ ستين راويا، وأن الحافظ الترمذي قد سلك في الجرح والتعديل منهج التساهل، وأن أقواله في الجرح والتعديل لا تؤخذ على ظاهرها وإنما يجب أن تدرس دراسة مقارنة مع أقوال غيره من الأئمة. وتوصي الباحثة لطلاب الذين يدرسون الحديث لدراسة الرواة الذين تكلم عنهم الأئمة الآخرون إلى جانب الترمذي من حيث الحكم والمرتبة. وتوصي طلاب العلم أن يداوموا على دراسة الأحاديث النبوية مع حفظها وتأملها لإصلاح أعمالنا وديننا طوال الحياة.