معرفة أسباب ورود الحديث وأثرها في فهم السنة

Abstract

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على معرفة سبب ورود الحديث باعتباره من أهم أسباب فهم السنة المباركة فهما صحيحا، و بيان دواعي فهم السنة المطهرة، والعلوم المعينة على فهمها، وكذلك التحذير من الفهم الخاطئ للسنة المطهرة.كما أنه يعالج جانبا من إشكالية سوء فهم السنة، وهي من أكبر المشكلات التي تتعرض لها السنة في الوقت الحاضر، والتي نتج عنها تهجم قطاع عريض من أعداء الإسلام بل ومن أبناء الأمة الإسلامية الذين - لم يتسلحوا بالعلم الكافي - على كل ما له علاقة بالسنة المطهرة. كما نتج عن سوء فهم السنة أيضا: إنزال كثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على غير مقاصدها بسبب التمسك بحرفية السنة، بعيدا عن الملابسات التي سيق فيها النص، وجاء بَيَانًا لها وعلاجًا لظروفها، ولا يخفي ما في معرفة أسباب الورود وملابساتها من أثر يعين على إزالة هذا الإشكال. وتبرز أهمية هذا البحث: في بيان الحاجة إلى فهم السنة فهما صحيحا، وأن معرفة أسباب ورود الحديث فيه عصمة للمسلم من الغلو والتشدد بسبب النظر لظاهر نصوص الشرع الشريف، وأن معرفة أسباب ورود الحديث يعين على فهم القضايا الجزئية والمعاصرة. وقد اعتُمِدَ في البحث: المنهج الاستقرائي في جمع مفردات الموضوع بالرجوع إلى أشهر كتب الأئمة والعلماء الذين عنوا بقضايا فهم السنة المطهرة، كما اعتمد المنهج الوصفي التحليلي في تحليل النصوص وبيان العلاقات الجامعة بينها واستخلاص الضوابط والقواعد التي استخلصها العلماء من القرآن والسنة لضبط هذه القضية، وإبراز معالمها، ثم ذكر بعض التطبيقات من سنة النبي صلى الله عليه وسلم مما يعتبر تطبيقا عمليا لتلك القضية. وتأتي خطة البحث في مقدمة، ومبحثين؛ المقدمة: وفيها الحديث عن منهجية الموضوع.