Abstract:
إن علم التخريج ودراسة الأسانيد: علمٌ مهمٌ من علوم السنة المشرفة، وهو في الحقيقة الثمرة، التي من أتقن مقدماتها وما قبلها فقد وصل إليها، وحقق ما يريده من دراسة علوم السنة؛ وهو تمييز المقبول من المردود مما ينسب ويضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والى صحابته، والتابعين كذلك.
ولا يتقن هذا العلم إلا من أتقن علوما ثلاثة؛ هي في الحقيقة أصول علوم الحديث؛ أولها: علم مصطلح الحديث، قواعده، وثانيها: علم الجرح والتعديل، وهو داخل في الأول وأحد علومه، وثالثها: علم مصادر السنة، سواء المعتنية بإخراج الأحاديث بالأسانيد أو كتب التراجم.
ولا يتم إتقان هذه العلوم الثلاثة إلا بممارسة التخريج من وقت مبكر، فبينهما تلازم كبير، فينبغي للطالب أن يبتدأ في التمرن والتدريب على التخريج مبكرًا، وأن يجعل ذلك متوازيا مع دراسته لعلم مصطلح الحديث حتى يتمكن من اتقانهما جميعا.
وانطلاقا من هذه المكانة لعلم التخريج ودراسة الأسانيد؛ فقد رأيت أن أقدم هذا الكتاب للقراء متناولًا فيه بيان أهمية هذا العلم وفوائده، وطرق التخرج المتعارف عليها عند العلماء، وكذلك بيان أسس وضوابط دراسة الأسانيد، وكيفية الحكم عليها، في أسلوب سهل ميسور، مستعينا على توضيح كل قضية من قضايا هذا العلم، ومفردة من مفرداته بالإكثار من الأمثلة، مع الشرح والبيان.