Abstract:
النص القرآني نص رباني مقدس، جاء لبيان مراد الله من عباده، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - السبيل الوحيد لبيان ما استُشكل على الـمسلمين في فهم ألفاظه ومعانيه، ثم رصيد لغوي أصيل يـمتلكه الـمسلمون وقتئذٍ. بيد أن الأمر أصبح عسرًا، والطريق إلى فهم مراد القرآن أصبحت غير مُعبَّدةٍ على الرغم من أن الله جعل القرآن ميسَّرًا للذكر. والسبب في هذا الإعسار وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهة، ثم البون الزمني الشاسع بين وقت نزول القرآن وبداية عصر التدوين الذي قارب قرنين من الزمان تغيرت فيهما اللغة واتسعت مدلولاتـها وبعدت غير قليل عن الفصحى الـمتمكنة. وفي ظل هذا خرجت تفاسير كثيرة لبيان الـمعنى القرآني تنوعت بين اللغوي وما تفرع عنه من اختلافات بين النحاة في الإعراب وما يترتب عليه من معنى والتأويلي وما شابه من تعصب لـمذهب سياسي أو ديني مـما أضر بالـمعنى القرآني وخفاء دلالته على العامة وكثير من أهل العلم. ولـهذا؛ كان هذا البحث الـموسوم بـ"النص القرآني بين اللغة والتأويل" أحاول فيه بيان هذه الإشكالية متناولًا إياها حسب الـمنهج العلمي الصحيح، وسأتعرض لبعض التفاسير التي اعتمدت على اللغة لبيان الـمعنى، والأخرى التي اتـخذت التأويل منهجًا في ذلك.