التناص وأثره في فهم النص القرآني

Abstract

إن ظاهرة التناص أو تداخل النصوص بكل أشكالها وآلياتها سمة جوهرية من سمات النقد العربي القديم ناقشها علماؤه،وعالجوها بتفاصيلها التي تتفق مع ثقافتنا العربية، وإن لم يكن ذلك تحت مسمى التناص الذى يعرفه علماء الأدب والنقد والبلاغة اليوم. يستطيع أي منصف متصفح لكتب الأدب والبلاغة والنقد العربي القديم أن يصل لتلك النتيجة.والكلمة الحكمة ،كما في الحديث ، ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها 5. والتناص هو أحد مفاهيم علم النص، وهو كذلك أحد مصطلحات الثقافة النقدية الغربية الحديثة،نقول هذا في سياقنا الذي نتحدث فيه الآن ؛لأن مصطلحنا الذي تقوم عليه هذه الدراسة هو مصطلح مقتبس من الثقافة النقدية الغربية الحديثة، غير أنه، وإن كان كذلك ، لم يغب عن وعي علماء العربية إذ تقرر هذا بداية فلنا أن نقول إن هذا البحث يهدف إلى تسليط الضوء على مفهوم التناص بوصفه أحد مفاهيم نحو النص ،وبوصفه كذلك واحدا من أهم المصطلحات النقدية في الدراسات الأدبية والنقديةوالقرآنية ، ويسعى كذلك للإجابة عن أسئلة مفادها : ما المقصود بمفهوم التناص عند النقاد العرب وغير العرب المعاصرين والقدامى ، و هل يوجد التناص ،بالمفهوم الذي نراه والذي اخترناه من بين مفاهيم كثيرة قد يصل بعضها إلى حد التعارض مع بعضها الآخر ، أقول هل يوجد التناص بالمفهوم الذي نراه في القرآن الكريم؟ وإذا كان التناص بالمفهوم الذي نراه موجودا في هذا النص المقدس ، فكيف كان هذا الوجود ؟ وما آلياته ؟ وهل هناك تناص بين النص القرآني والحديث النبوي ؟ وما الشكل الذي يظهر عليه هذا التناص ؟