Abstract:
دور التوجيهات اللغوية
في اختيارات الصنعاني الفقهية ، سبل السلام نموذجاً
د.إبراهيم محمد أحمد الدسوقي
للنحو والصرف دور بالغ في فهم المعنى وتحديد المقصود من النص ، فالجهل بقواعد العربية يفضي إلى الفهم الخاطئ للنص العربي أيا كان نوعه ، فلا يمكن بحال من الأحوال لفقيه من الفقهاء أن يتجاهل الأدلة النحوية والصرفية التي تدل على قصد منشئ النص ، وهي ، لا شك ، أدلة كثيرة أعطاها علماء العربية على اختلاف مشاربهم حقها في أداء هذا الدور في فهم معنى النص ، ومن ثم تحديد المقصود في كثير من القضايا الفقهية وغير الفقهية، وقد أفاض علماء أصول الفقه في بيان هذا المعنى في مقدمات كتبهم ، اقرأ، إن شئت ، في هذا للإمام الشاطبي ،رحمه الله، والإمام ابن حزم ، والإمام الآمدي وغيرهم من علماء أصول الفقه ، ومن ذلك مثلا قول الشاطبي ،رحمه الله ، : " ولما كان الكتاب والسنة واردين بلغة العرب، وكانت لهم عادات في الاستعمال، بها يتميز صَرِيحِ الْكَلَامِ وَظَاهِرِهِ وَمُجْمَلِهِ، وَحَقِيقَتِهِ وَمَجَازِهِ، وَعَامِّهِ وخاصه، ومحكمه ومتشابهه، ونصه وفحواه، إلى غير ذلك؛ كان لا بد -لطالب الشريعة من هذين الأصلين- أن يكون على علم بلسان العرب في مناحي خطابها، وما تنساق إليه أفهامُها في كلامها؛ فكان حذق اللغة العربية بهذه الدرجة ركنا من أركان الاجتهاد؛ كما تقرر ذلك عند عامة الأصوليين، وفي مقدمتهم الإمام الشافعي -رضي الله عنه- في "رسالة الأصول".
من أجل هذا وغيره وقع اختيارنا على كتاب سبل السلام شرح بلوغ المَرام للإمام الصنعاني، وهو شرح لكتاب بلوغ المرام للحافظ ابن حجر العسقلاني ؛ لنوضح من خلاله دور النحو والصرف في بيان المقصود من النص ، وكيف يكون أثر ذلك على ترجيح اختيار فقهي على اختيار على اختيار آخر.
هذا وقد جاء هذا البحث في مقدمة وثلاثة مباحث:
أما المبحث الأول فأتي ترجمة للإمام الصنعاني ، وقد أتى بعنوان : الإمام الصنعاني.
وأما المبحث الثاني فأتى بعنوان: دور التوجيهات اللغوية في فهم المقصود من النص .
وأما المبحث الثالث فأتى بعنوان: دور التوجيهات اللغوية في اختيارات الصنعاني الفقهية.