Abstract:
لاحظ الباحثان من خلال ممارستهما في تدريس اللغة العربية كلغة ثانية لغير الناطقين بها وكتدريس مواد كلية اللغة العربية في جامعة الإنسانية بولاية قدح أنّ أغلب الطلبة الملايُوِيين يقعون في الأخطاء الأسلوبية وسوء تقدير السياق العربي والتي يرجع سببها إلى تأثير ثقافة لغتهم الأم في تقدير تراكيب اللغة الثانية لهم. وهذا الباحث الإيراني كيشافارز (Keshavarz) حيث ربط في بحثه، النقل الأسلوبي بالعناصر الثقافية عند المتعلم الإيراني للغة الثانية، وجعله من بين الأخطاء التطورية. واستفاد الباحثان من هذا التأثير الثقافي في دراسة التأثير الثقافي في اللغة الملايوية على الطلبة الملايويين.
وممّا يدعم هذا الافتراض ما يلاحظه الباحثان من البحث الذي قام به محمد حكيم في دراسة تحليل الأخطاء الأسلوبية لدى الطلبة الملايويين حيث تشير نتائج بحثه إلى أنه من أسباب وقوع الطلبة في الأخطاء الأسلوبية عدمُ إلمامهم بالثقافة العربية بشكلٍ جيدٍ والغالبية منهم يقعون كثيراً في الأخطاء الأسلوبية المتعلّقة في أمثلة الحِكَم والأمثال، حيث قاموا بترجمة العبارات الملايوية إلى العربية مستلهماً من العناصر الثقافية للغة الملايوية؛ وذلك لعدم إلمامهم بالسياق والأسلوب العربية المختصة بالحِكَم والأمثال. مثال ذلك قد يترجم الطالب الماليزي " Nasi telah menjadi bubur" إلى: (أصبح الأرز حساءً أو شوربة)، ولكن المثل العربي الصحيح، والمناسب لها أسلوبياً هي مقولة: "سَبَقَ السَّيْفُ العَزَلَ". ومن هذا المنطلق تسعى هذه الورقة إلى دراسة الأمثال العربية والملايوية؛ هادفةَ إلى معرفة أنسب الأسلوب في ترجمة الأمثال من جانب، واكتشاف الارتباط بين العناصر التركيبية أو الصورة الإيحائية بين الأمثال وترجمتها؛ وذلك أن الصور في الأمثال عادة ما تكون صوراً ثقافية مستوحاة من بيئة متكلميها أو حالة ما من اجتماعية وثقافية متعارف عليها. وتتم هذه الدراسة باختيار بعض الأمثال العربية للقيام بالدراسة التحليلية النموذجية. لذا نرى هذه الدراسة بضرورة اللجوء إلى تطبيق أسلوب التكافؤ في ترجمة الأمثال من أجل إيصال الرسالة ولإفهام الطلبة الناطقين بغير العربية معانيها، والابتعاد عن الفساد في المعنى المراد التي تقصد من وراء تلك العبارات عند متكلميها، والاحتفاظ على الأسلوب المألوف لديهم، حيث هذا التطبيق من شأنه أن يزيد من دافعية الطلبة الملايويين إلى متابعة ثقافات عربية، فضلاً عن مقصودية الرسالة الصحيحة.